الرئيسيةمجلد انضم اليناأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل صور

شاطر|
بيانات كاتب الموضوع
دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو جديد
الرتبه:
عضو جديد
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 25
نقاط : 9231
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
المزاج : good

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

موضوع: دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام  Empty12/5/2012, 20:02







راسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام
[/size]




تأملات في سورة يوسف (1)
دكتور عثمان قدري مكانسي


1-
التخطيط واتخاذ الأسباب : العمل الارتجالي لا يُؤتي أُكُلَه كما لو كان
مُعَدّاً إعداداً جيداً ومدروساً دراسة وافية ، معروفة أبعادُه وجدواه
ومراحلُه .
وكل عمل أو فكرة تخطر على البال لا بد أن تُخطط له تخطيطاً جيداً تراعي فيه
الهدف منه وبدايتَه وإتمامَه وإيجابياتِه وسلبياتِه ، وإلا كان عملاً
عشوائياً قد ينجح وقد يفشل . واحتمالات فشله أكبر .. وإن نجح فنجاحه مرحليّ
أو غير مكتمل .
وسورة يوسف تضع بين أيدينا نماذج من التخطيط الذي يؤدي إلى الوصول إلى الهدف المنشود ، سواء كان طيباً أم خبيثاً ، منها :
- ما فعله إخوة يوسف حين شعروا أن أباهم يحبه أكثر مما يحبهم ، ويفضله
عليهم ، فدبت الغَيرة في نفوسهم وقرروا التخلص منه ، فماذ يفعلون ؟! ..
تدارسوا الأمر بينهم وقلّبوا الوجوه ، فقال بعضهم : " اقتلوا يوسف أو
اطرحوه أرضاً يخْلُ لكم وجهُ أبيكم ، وتكونوا من بعده قوماً صالحين " ..
تفكير شيطاني سهل لهم فكرة القتل ، فبعد جريمتهم يعودون أتقياء أنقياء! ..
وكأن القتل لا يترك في القلب نكتة سوداء تؤرق صاحبَها إلى أن يموت .
وقال بعضهم : " لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن
كنتم فاعلين " .. وهذه الفكرة أخف من القتل ، وإن كانت في حق الأخوّة
قاسية جداً .. قلبوا وجوه الأمر فرأوا أن إلقاءه في الجب أسلمُ لهم ، ولن
يؤرقهم كما لو أنهم قتلوه ... ثم جاءوا أباهم يقنعونه أن يسمح لهم باصطحاب
يوسف في رحلة برية يتريّضون ويصطادون . وأكدوا له حرصَهم على أخيهم .. فلما
أظهر الأب تخوّفه أن يتركوه – وهو صغير – فيعدو عليه الذئب في غفلة منهم
فيأكله أقسموا أنهم لن يتركوه ، وإلا كانوا خاسرين، ليست فيهم صفات الرجولة
والنباهة ... وكأن يعقوب عليه السلام لقّنهم حجّة هم بحاجة إليها يتعللون
بها عند أبيهم ... وهكذا كان .
" قالوا : يا أبانا ، مالك لا تأمنّا على يوسف ! وإنا له لناصحون ،
أرسلْه معنا غداً يرتع ويلعب ْ ، وإنا له لحافظون .
قال : إنني ليَحزُنني أن تذهبوا به ، وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه
غافلون .
قالوا لئن أكله الذئب – ونحن عصبة – إنا إذاً لخاسرون "
وحبكوا قصتهم ، ورتبوا مكرهم " وجاءوا أباهم عشاءً يبكون ،
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق ، وتركنا يوسف عند متاعنا ،
فأكله الذئب ، وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ."
فقد :
1- جاءوا أباهم عشاءً فلا يرى الغدر في عيونهم ، والكذب في أقوالهم .
2- بدأوا يبكون ، فشعر بالخطب الجسيم قبل أن يُلقوه على سمعه .
3- هيّأه بكاؤهم لتقبل المصيبة ، التي سيسمعها منهم .
4- تلطفوا له بالقول " يا أبانا " ولهذا فائدتان :
الفائدة الأولى أن هذه الكلمة للاستعطاف ليرق قلبه لهم فلا يعاقبهم .
الفائدة الثانية : إيهامه صدقهم وحرصهم على أخيهم .
5- أسمعوه العذر الذي سمعوه منه في اعتذاره عن إرسال يوسف معهم " أكله الذئب "
6- أنت لا تصدقنا مع أننا صادقون .
7- جاءوا بقميص يوسف ملطخاً بدم للتأكيد على أكل الذئب له .

لكن هذا التخطيط المحكم نقضه خطأ كبير وقعوا فيه دون أن يشعروا حين "
وجاءوا على قميصه بدم كذب .
قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل ،
والله المستعان على ما تصفون ."
كان القميص ملوثاً بدم لكنه لم يكن ممزقاً ، فالذئب الذي أكله كان ذكياً !
إذ جعله يخلع قميصه قبل أكله كي يستفيد منه إخوته! ... لقد كان التخطيط
ناقصاً فيه ثغرة فضحتهم وعرف الأب ذلك ، فقال : هذا مكر دفعه إليكم نفوسكم
الخبيثة .
- وهذه امرأة العزيز تراود يوسف عن نفسه حين بلغ مبلغ الرجال ، وكان جميلاً
وسيماً ، تتفجر الدماء من عروقه ، ويطفح وجهه إشراقاً ، فيأبى ذلك ويقول :
" معاذ الله ، إنه ربي أحسن مثواي ، إنه لا يُفلح الظالمون . " فزوْجُها
أكرمَ يوسفَ وتعهده بالرعاية ، فكيف يسيء إليه في عرضه وشرفه؟ ! لا يفعل
ذلك إلا الخائنون الذين يجازون الإحسان بالسوء ، ويوسفُ ليس منهم .
وانتشر الخبر بين نساء المدينة
1- امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه .
2- امتنع عليها وأذلّ كبرياءَها .
والأمران وصمة عار عليها ، فأرادت أن تلجم أفواههنّ ، فماذا فعلتْ؟
1- دعتهنّ إلى قصرها .
2- أكرمتهنّ بالطعام والفاكهة .
3- أمرت يوسف أن يخرج عليهنّ ، فخرج .
4- رأينه فائق الجمال ملَكاً يمشي على الأرض ، فدُهشن لهذا الجمال الأخّاذ .
5- لم يشعرن إلا والدماء تسيل من أصابعهنّ ، فقد أخذهنّ الإعجاب بجماله والدهشة لوسامته كل مأخذ فجرحن أيديَهنّ .
6- شعرت بالانتصار عليهنّ ، فعاتبتهنّ على ما قلن في حقها من تجريح لكرامتها وكبريائها .
7- حين رأت نفسها منتصرة عليهنّ ازدادت وقاحتها ، وباحت بمكنون صدرها لهنّ ،
وأصرّت على تعلقها به والرغبة في وصاله ، وسيفعل ذلك شاء أم أبى ، وإلا
كان السجن مصيره .
وهذه خطة جهنّمية لا يفعلها إلا صاحب الكيد الذكي . "
فلما سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ متكأً ،
وآتت كل واحدة منهنّ سكّيناً ، وقالت اخرج عليهنّ .
فلما رأينه أكبرْنه وقطّعن أيديَهنّ .
وقلن حاش لله ، ما هذا بشراً ، إن هذا إلا ملك كريم .
قالت فذلكنّ الذي لمتنّني فيه . ولقد راودتُه عن نفسه فاستعصم .
ولئن لم يفعل ما آمره ليُسْجنَنّ ، وليكونً من الصاغرين ."
- ثم تأمل معي كيف خطط يوسف عليه الصلاة والسلام للخروج من السجن . بل كيف خطط الله تعالى له :
1- " وقال الملك ائتوني به " وذلك بعد أن فسر حلم الملك في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات .
2- فهل أسرع يوسف عليه السلام للخروج من السجن إلى قصر الملك دون أن يظهر
الحق ؟ إنه لا يريد أن يعفو عنه أحد إنما يريد أن يخرج من السجن ببراءته من
كل اتهام ينقص قدره ، " فلما جاءه الرسول قال : ارجع إلى ربك فاسأله : ما
بال النسوة اللاتي قطعن أيديَهنّ ؟ إن ربي بكيدهنّ عليم . "
3- وعاد الرسول إلى القصر يخبر الملك أن يوسف مظلوم يريد أن يخرج من سجنه
بريئاً والدليل عند النساء اللاتي دعتهنّ امرأة العزيز إلى قصرها قبل سبع
سنوات فدعاهن الملك قائلاً " .. : ما خطبُكن إذ راودْتُنّ يوسفَ عن نفسه؟ "
4- فأقررْن بصدقه وبراءته حين " قلْنَ : حاش لله ، ما علمنا عليه من سوء . "
5- وهنا اعترفت امرأة العزيز بخطئها إذ " قالت امرأة العزيز : الآن حصحص الحق . أنا راودتُه عن نفسه ، وإنه لمن الصادقين . "
6- في المرة الأولى طلب الملك أن يراه فقط : أما حين ظهرت براءته عرف قدره
وأكرمه وجعله مستشاره الخاص . فقد قال في الأولى " ا يتوني به " وزاد في
الثانية " أستخلصه لنفسي "
7- فلما رآه وكلمه عليه السلام أعجب الملك به – فلا بد من الاختبار .
" فلما كلمه قال : إنك اليوم لدينا مكين أمين . "
8- وهنا حين يكون المرء بريئاً وقدره عظيما يسعى أن ينتفع الناس بعلمه
وقدراته ، فالمسلم خير وبركة للناس أجمعين . ومن رأى في نفسه المقدرة على
خدمة الناس فليقدم نفسه دون خجل ولا مباهاة "
قال اجعلني على خزائن الأرض ، إني حفيظ عليم ."
وهكذا كان تخطيط الله تعالى له فأخرجه من السجن إلى الصدارة .
- وتعال معي نقف على التخطيط في استقدام يوسف أخاه" بنيامين" إلى مصر :
من بلاد الشام – فلسطين – .
1- جاء إخوة يوسف للميرة لا يدرون أن القدر ساقهم إلى من ألقوه في الجب ،
ثم باعوه بثمن بخس لمن رآه فيه – على رواية من روى أنهم هم الذين باعوه
للقافلة - " وجاء إخوة يوسف ، فدخلوا عليه وهم له منكرون . " وهل يخطر
ببالهم أن الذي بيع هو السيد الذي يعطي الناس ويعدل بينهم ؟!
2- لما أراد أن يرى أخاه الشقيق – ولم يكن معهم – أظهر تعجبه من كثرتهم ،
وهم عشرة رجال . فقالوا : عند أبيهم رجل آخر ، فقال عند ذلك : جيئوا به
لأراه ، فإن لم يجئ فلا كيل لكم عندي . " ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني
بأخ لكم من أبيكم ، ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ؟ فإن لم
تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون . " وعلى هذا فإنهم - حسب ماظنوا –
سيأتون العام القابل ومعهم أخوهم . وسيطلبون من أبيهم أن يصاحبهم أخوهم .
وإلا خسروا الميرة ما دام هذا الوزير على رأس عمله . " قالوا سنراود عنه
أباه ، وإنا لفاعلون ." ونلمح الإصرار في قولهم " وإنا لفاعلون " لينالوا
حصتهم السنوية وليقوم بنيامين بالجهد الذي يقومون به ، فلمَ يظل مكرّماً
عند أبيهم دونهم ؟!
3- لكن يوسف لن يصبر على غياب أخيه بنيامين ، وسيسرّع عودتهم فماذا فعل ؟
أمر فتيانه أن يضعوا ثمن ما أخذوه في رحالهم ، وحين يصلون ويفتحون متاعهم
سيرون الثمن . ولأنهم من بيت النبوّة فلن يعتبروه غنيمة بل يعيدوه إلى يوسف
سريعاً ، ولن يكون سفرهم لإعادة الثمن فقط إنما يغتنمون الفرصة ويعودون
بميرة جديدة ، ولكنه لن يُمدهم بها إلا إذا كان أخوه بنيامين معهم .. إذن
هي خطة محكمة تجعل يوسف عليه السلام يحظى بأخيه سريعاً .. "
وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ،
لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم ،
لعلّهم يرجعون . "
4- وهكذا سارت الخطة فنرى أبناء يعقوب يقولون لأبيهم :
" يا أبانا مُنع منا الكيل ،
فأرسل معنا أخانا نكتل ،
وإنا له لحافظون . "
5- وزاد الطلب إصراراً حين فتحوا متاعهم ورأوا الثمن فيها فقالوا يرغّبون أباهم :
" يا أبانا ما نبغي ؟ هذه بضاعتنا رُدّت إلينا ،
ونمير أهلنا ، ونحفظ أخانا ،
ونزداد كيل بعير ، ذلك كيل يسير . "
6- ويطلب الأب المفجوع بابنه يوسف - والخائف على ابنه الثاني بنيامين أن
يضيع مثل أخيه - العهودَ والمواثيق أن لا يعودوا إلا غانمين بإذن الله
تعالى إلا أن يُحاط بهم ، وهذا الاستثناء استسلام لله تعالى وإقرار بأنه
سبحانه يفعل ما يشاء ، وأن الغيب لا يعلمه سواه وأن يحافظوا على أخيهم ما
استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
7- وأن لا يدخلوا من باب واحد خوفاً من الحاسدين ... ويعطونه المواثيق
والعهود وينطلقون ببركة الله إلى مصر عاقدين العزم أن يكونوا عند حسن ظن
أبيهم بهم . ونبه يعقوب عليه السلام أبناءه إلى أن الأمر كله بيد الله
تعالى إلا أن على الإنسان أن يحتاط ويسلك سبيل الحذر ، وما قدر الله تعالى
كائن لا محالة .
والرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستعاذة من الحسد ، فيقول
: " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة " كما
يعلمنا أن نتعوذ من الشر كله " أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق "
ونزلت المعوّذتان : الفلق ، والناس تؤكدان ذلك :
" قل: أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ".
" قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنّة والناس ".
ويقول الرسول الكريم في هذا الصدد:" علامَ يقتل أحدكم أخاه ؟! ألا بـَرّكـْتَ ( بارك الله فيك) إن العين حق ، توضّاْ له "
8- وأخبر يوسف أخاه بنيامين أنه يوسف وأخبره بالخطة التي اعتزم أن ينفذها
ليبقى عنده – ليطمئن ويكون عوناً له - ثم يأتي بالجميع إلى مصر فتتحقق
رؤياه التي أخبر بها أباه " ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه ، قال : إني
أنا أخوك ، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون "
9- ولا بد من سبب وجيه يبقي أخاه عنده ، فليظهر أنه سرق المكيال ، ومن سرق
المكيال يصبح عبداً للمسروق منه ، وهكذا كان " فلما جهّزهم بجهازهم جعل
السقاية في رحل أخيه ".
10- وتعال معي إلى الأدب في الاتهام فقد انطلقت القافلة لا يدري أحد ما
يكون بعد انطلاقهم سوى يوسف وأخيه ... إنّ هناك من يناديهم بما ليس فيهم "
أيتها العير إنكم لسارقون "
11- عادوا مستغربين هذا الاتهام الخطير مستفهمين بأدب جم " ماذا تفقدون ؟ "
ولم يقولوا : ماذا سرقنا . وعلى المنادي أن يقول إنا افتقدنا ، فإذا وجدوا
ما فقدوه في رحالهم قالوا لهم : أنتم سارقون . أما أن يتهموهم مباشرة فليس
الاتهام دون دليل من الأخلاق . وقال المنادون " نفقد صواع الملك " فتعلموا
الأدب من أبناء يعقوب .
12- وزيادة في التعمية أظهروا أنهم لا يعرفون كيف فقدوه ، وجعلوا لمن يدلهم
على السارق حمل بعير – هدية ومكافأة – " ولمن جاء به حمل بعير "
13- فلما أنكر إخوة يوسف هذه التهمة لم يكن بد من تفتيش متاعهم . على أن
يرضوا بمعاقبة السارق إن كان منهم بما تحكم شريعة يعقوب حيث يصبح السارق
رقيقاً للمسروق منه " قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين ؟ قالوا جزاؤه من
وُجد في رحله فهو جزاؤه . كذلك نجزي الظالمين " وعلى المسلم أن يحكم بشرع
الله الذي أنزل إليه . فأقر أبناء يعقوب بذلك .
14- ولكي لا يشك إخوته في العملية بدأ بتفتيش متاع إخوته ، وترك تفتيش
بنيامين للأخير " فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه "
15- وحين استخرج الصواع من وعاء أخيه بدا له أن إخوته مازالوا يكرهونه
وأخاه بنيامين حين اتهموا يوسف ظلماً وهو أمامهم لا يعرفونه بأنه سارق
أيضاً " إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " فكان من حسن تخطيطه وجمال صبره أن
تماسك فلم يعرّفهم بنفسه ، ولم يعاقبهم على كذبهم وادّعائهم . بل قال جملة
تنم عن شديد حزنه وألمه "أنتم شر مكاناً ، والله أعلم بما تصفون "
وهكذا بدأت القصة محبوكة خيوطها بإتقان أدى - بعد ذلك - إلى اعتراف الإخوة
بخطئهم أمام يوسف ثم أمام أبيه ، وانطلق الجميع إلى مصر ليعيشوا في كنف
الوزير الصالح يوسف بن يعقوب عليهما السلام .

تأملات تربوية في سورة يوسف (2)
الدكتور عثمان قدري مكانسي


1- أنزل الله تعالى القرآن على العرب بلسانهم كي يفهموه ويعقلوه " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم
تعقلون " فهو سبحانه يريد أن يعلمنا :
أ‌- أن على الداعية أن يكلم الناس بما يفهمون كي يستفيدوا منه ، ويقيم الحجة عليهم .
ب‌- أن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم في نشر الدعوة ، فالعرب
محركها الرئيسي ، والداعون الأوائل المعتمد عليهم في إيصال الدعوة إلى
البشرية .
2- في قوله تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ، وإن كنت من قبله لمن الغافلين " " أمور مهمة ، منها :
أ – أن القرآن من عند الله تعالى وليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم ،
فليس من المعقول أن يدّعي أحد معرفة الغيب ثم يخاطب نفسه بأنه كان من
الغافلين !
ب – أن الناجح في دعوته ومهمته يختار أحسن القول ، وأوضحه في حديثه " .. أحسن القصص .. " . ليجذ ب المدعوين ويشوقهم إلى دعوته .
3- إن الإنسان يستشير المحب القريب إلى النفس العطوف الذكي فيما يلم به من
أمور ، ويستأنس لرأيه ، فيوسف يخبر أباه بما رأى في رؤياه الغريبة ، فيأتيه
جواب الخبير محذراً من الحاسدين الكائدين " ... لا تقصص رؤياك على إخوتك "
فما سبب الحذر أيها الأب الحبيب؟ يأتيه الجواب سريعاً " فيكيدوا لك كيداً "
وما الحسد إلا نتاج الغيرة والشعور بالدونية ، والرغبة في الاستئثار
بالخير ، فما هذه الرؤيا إلا الدليلَ على النبوة التي كان كل من إخوة يوسف
يترقب أن يرثها عن أبيه يعقوب ، فإذا بأخيهم الصغير يحوزها دونهم . وسوف
يقربه الله تعالى ويرفع مقامه ، " ويعلمه من تأويل الأحاديث " كي يكون
المعلم القائد إلى الخير " ويتم نعمته عليك " ومقام النبوّة من أعظم النعم ،
وسيحمل الرسالة التي حملها أبوه يعقوب ، وجده إسحاق ، وأبو الأنبياء
إبراهيم جدُّ أبيه .... يا لها من مكانة عظيمة وصل إليها يوسف الصدّيق!!
وإخوته الذين ينتظرون مثل هذه المكانة – ولا يستحقونها - سيأكل الحسد
قلوبهم ويكرهونه ، ويناصبونه العداء ، يؤزهم الشيطان ويؤلبهم عليه ،ومن كان
الشيطان قائده ومحركه زرع فيه البغضاء والكيد لكل خيّر .. أليس الشيطان
العدوَّ الأول الواضح العداوة للإنسان ؟ " إن الشيطان للإنسان عدو مبين " .
4- أما النفس فهي ثلاثة أنواع :
أ- النفس المطمئنة : وهي التي يمتاز بها السابقون إلى الخيرات ، هي النفس
التي كان يقينها بالله يعمر القلب والفكر ، ويترجمها العمل الصالح وخشية
الله تعالى والسعي إلى مرضاته ، هذه النفس لا يستطيع الشيطان الدنوّ من
صاحبها فإنه يحترق من وهج الإيمان المنبعث منه ، وقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم للفاروق رضي الله عنه – وما أدراك من الفاروق – "يا عمر ما لقيك
الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك "
ب- النفس الأمارة بالسوء : وهي التي أسلمت للشيطان قيادها فهو يقودها حيث
شاء ، ولا يتعب في إفسادها ، ولعلها مفسدة كالشيطان نفسه ، وصاحبها يعمل
عمل الشيطان في الوسوسة والغواية " قل أعوذ برب الناس ،ملك الناس إله الناس
من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس "
ج- النفس اللوامة : وهي التي يحاول الشيطان غوايتها ، فإن ظن أنه تمكن منها
، وشعرت أنها زلت استغفرت الله وتابت إليه ، فهذه أشد على الشيطان من
الأخريين ، يقول : يا ويلتاه ، ضاع جهدي فيها هدْراً ، وقد أقسم الجليل بها
" لا أقسم بيوم القيامة ،ولا أقسم بالنفس اللوامة . "
وقد زينت نفوس إخوة يوسف السيئة – إذ ذاك – أن يتخلصوا منه ، ورأى أبوهم
يعقوب الغدر في عيونهم حين قدموا عليه ليلاً بعد أن غدروا بأخيهم ، فقال
لهم يستنكر تخطيطهم السيء " بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً "
5- لِمَ " ...كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين " ؟ إن من أراد مثالاً
يُحتذى في الأخلاق والصبر فعليه بقصة يوسف . إن فيها العبر والعظات التي
ينبغي على الداعية أن يتجمّل بها في حياته . والسؤال مفتاح العلم .. إن من
رزقه الله قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً نال مراتب العلم .
6- وتمر في ثنايا القصة كلمة " ضلال " وهي في هذه السورة لا تعني البعد عن
الهدى والإيمان . إنها بمعنى الوقوع في الخطأ على الرغم من الهداية ،
والحيدان عن التصرف السليم . فالأبناء يصفون حب أبيهم الزائد لابنه يوسف
بالضلال " ... إن أبانا لفي ضلال مبين " وخطأ فادح واضح . كما أن الأب حين
يقول " إني لأجد ريح يوسف ..." كان ردهم الاستنكار والتسفيه " تالله إنك
لفي ضلالك القديم " والنسوة اللواتي سمعن عشق امرأة العزيز فتاها يوسف ،
استنكرن منها أن تحب خادمها ، وكان على امرأة في مثل مكانتها أن تحب رجلاً
من سادات القوم ، فنعتنها بالضلال – الخطأ- " ... امرأة العزيز تراود فتاها
عن نفسه ، قد شغفها حباً ، إنا لنراها في ضلال مبين " وكل من يخالف بعضهم
في تصرفاته يُتّهم بالضلال والوقوع في الخطأ .
7- إخوة يوسف – والكثير من الناس – يرون الأكثرية دائماً على صواب وغيرهم
على خطأ ، وليس هذا بصحيح ، " إذ قالوا : ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منا ،
ونحن عُصبة ... " ويؤكد القرآن الكريم خطأ هذه النظرة مرة أخرى حين يقول
:" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " وينتصر القليل بصوابه
على الكثير بخطئه " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " لأنها على
الحق والله تعالى معها في دفع الباطل ومحاربته . وبهذا تسفّه الأكثرية
الآخرين وتستضعف عقولهم " إن أبانا لفي ضلال مبين "
8- ثم يسعون - بناء على هذه القناعة- إلى أن يزيحوا الحق من الطريق بالسبل
غير المشروعة بالقتل أو النفي أو التغييب " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً
يَخْلُ لكم وجه أبيكم ..." وهذه الطرق تنبئ عن الإفلاس وسوء التفكير وضعف
النفس – ماهكذا تورد يا سعد الإبل –
9- ثم نجدهم يصرّحون دون مواربة ، ولا خجل أنهم حين يصلون إلى هدفهم - وهو
التخلص من يوسف - يصبحون صالحين وهم مخطئون كاذبون ، حين يرون الإجرام
والطرق الملتوية في الوصول إلى المآرب متناسقة مع الفطرة السليمة ، وهيهات
هيهات أن يجتمعا ، ولن تكون الميكيافيلية طريقاً إلى السعادة الحقيقية .
ولم يكن سبيل الشر في يوم من الأيام وسيلة للوصول إلى تصحيح الخطأ .
10- لن أتجاوز الأدب مع مقام النبوة –بإذن الله تعالى – حين أكرر الحقيقة
الساطعة في التعامل مع الأبناء ، فلا يجوز التفريق في المعاملة بين ولد
وآخر ، ألم يقل أحد المربين يصف حبه أولادَه
وإنـمــا أولادنــا بـيــنــنــا .. أكبادنـا تمشي على الأرض
لو هبّت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
وقد سُئِل أحدهم : أي أبنائك أحب إليك ؟ قال Sad الصغير حتى يكبر، والمريض
حتى يشفى ، والغائب حتى يعود ) .. إنه ينبغي معاملة الأبناء على قدم
المساواة حتى لا يكره بعضُهم بعضاً ، ولكي يشعروا بمكانتهم عند أبويهم
جميعاً ، فلا يحزن أحدهم ، ولا تضيق نفسه . وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم للبشير بن سعد حين جاءه ليشهد على أن البشير نحل ابنه النعمان بعض
ماله دون غيره من الأبناء( أفعلت هذا بأبنائك كلهم) ؟ قال لا، فقال صلى
الله عليه وسلم ( فأشهد على هذا غيري )، ثم قال : ( أيسرك أن يكونوا في
البر إليك سواء ) قال نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله
واعدلوا بين أولادكم) . أما يعقوب عليه السلام فقد مدحه المولى سبحانه
وتعالى مع جده إبراهيم وأبيه إسحاق صلوات الله عليهم فقال في سورة (ص) : "
واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ، إنا أخلصناهم
بخالصة : ذكرى الدار . وإنهم عندنا لمن المصطَفَيْن الأخيار " فلا نشك أن
يعقوب عليه الصلاة والسلام كان نعم الأب الرحيم لأبنائه ، إلا أن أبناءه
غير يوسف – عليه السلام - وأخيه كانوا منصرفين عن الحق في بعض تصرفاتهم ،
مستمرئين الوقوع في الإثم ، وفي السورة دليلٌ ، من ذلك : أنهم لم يروا من
اتخاذ القتل أو التغييب عيباً للوصول إلى غايتهم ، ورمَوا أخاهم في الجب
يبغون هلاكه ، وكذبوا أمامه وهم لا يعرفونه حين وصفوه بالسرقة " إن يسرقْ
فقد سرق أخ له من قبل " .
11- الملفت للنظر توافقهم على السوء ولو بدرجات متفاوته ، فبعضهم أراد قتله
وطرحَه أرضاً ، وبعضهم كان أقل سوءاً فطلب أن يُلقى في الجب يسترقـّه تجار
القوافل المسافرون ، إلا أنهم بعد المداولة " أجمعوا " على طرحه في الجب "
فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب " ونحن نعلم أن الأخوّة
كنز ثمين يتراحم به الناس ، ويوسف عليه السلام حين رأى أخاه بنيامين آواه
إليه و " قال : إني أنا أخوك ، فلا تبتئس بما كانوا يعملون " . لكنّ
الشيطان والنفس الأمارة بالسوء غطيا على عقولهم وأعميا أبصارهم .
12- والأب العارف بالله ،النبي الكريم يعقوب يعلم أنهم كاذبون بما ادعوا من
أكل الذئب ابنه يوسفَ فالرؤيا التي رآها يوسف لا بد أن تتحقق ، ولا بد
للابتلاء أن يكون ، ورفع الدرجات للصابرين صبراً جميلاً ، وصفة " الجميل "
تعني الثبات على تحمل الشدائد ، والكمال في الصفات : " فصبر جميل " وهناك
الهجر الجميل ، والتسريح الجميل والصفح الجميل ..... وهي صفات محببة إلى
الله تعالى وإلى خلقه . وكان مما صبّر الله تعالى يوسف وهو في الجب أنه
سينبئ إخوته بفعلتهم الشنيعة هذه وهم لا يشعرون بذلك " وأوحينا إليه
لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون " فعلم يوسف أنه في محنة سوف ينجيه الله
منها ، فما عليه إلا أن يصبر .
13- دعاء رائع دعا به يوسف عله السلام ، وهو في الجب ، - يُقال : إن جبريل
عليه السلام علمه إياه ليفرج الله تعالى كربته وينقذه مما وقع فيه ، نذكره –
على ما يقال في صحة قصته ونسبته إلى الإسرائيليات ، فهو توجه صادق إلى
الله تعالى : (اللَّهُمَّ يَا مُؤْنِس كُلّ غَرِيب , وَيَا صَاحِب كُلّ
وَحِيد , وَيَا مَلْجَأ كُلّ خَائِف , وَيَا كَاشِف كُلّ كُرْبَة , وَيَا
عَالِم كُلّ نَجْوَى , وَيَا مُنْتَهَى كُلّ شَكْوَى , وَيَا حَاضِر كُلّ
ملإ , يَا حَيّ يَا قَيُّوم أَسْأَلك أَنْ تَقـْذِف رَجَاءَك فِي قَلْبِي ,
حَتَّى لا يَكُون لِي هَمّ وَلا شُغـْل غَيْرك , وَأَنْ تَجْعـَل لِي مِنْ
أَمْرِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا , إِنَّك عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير). والدعاء
مخ العبادة ، وعلامة العبودية لله تعالى وسبيل التذلل إليه . " وقال ربكم
ادعوني أستجِبْ لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .

14- ولا ننسَ أنّ ما يُؤخذ بالقليل ، يُباع بالقليل ، فلما أخذه الواردون
من البئر دون ثمن ، باعوه " بثمن بخس دراهم معدودة ، وكانوا فيه من
الزاهدين " إن الآباء حين يبذلون قصارى جهدهم في تعليم أبنائهم الدين
الحنيف ، ويربونهم عليه ، ويأطرونهم عليه ، فيكون الإسلام مدار حياتهم
يتمسك الأبناء به ويجعلونه نبراسهم في كل أمورهم ، ويحافظون عليه حفاظ
الشحيح على ماله والأم الرؤوم على ولدها . وحين يكون أثر الإسلام في نفوس
الأبناء قشرة ضعيفة وغلالة رقيقة يهون عليهم ، فيضيّعونه غير آبهين ولا
مهتمين بما يُحاك له ولهم .

تأملات تربوية في سورة يوسف (3)
الدكتور عثمان قدري مكانسي

1-
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمعاملة الخدم والعبيد معاملة إنسانية طيبة ،
فهم بشر مثلنا ، لهم أحاسيس ومشاعر، يسعدون للكلمة الطيبة والمعاملة
الحسنة ، ويألمون للكلمة السيئة وسوء المعاملة بل إن النبي صلى الله علية
وسلم أمرنا باللطف في نداء الخادم والحديث عنه فقال : "لا يقل أحدكم عبدي
وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل المالك فتاي وفتاتي وليقل المملوك
سيدي وسيدتي فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل " فيدعو المالكُ مملوكه بـ
: يا فتى ، وينادي المملوك ُمالكه : سيدي . كما أُمرنا أن لا نتميّز عنهم
بطعام أو لباس " من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموهم مما تأكلون ، واكسوهم مما
تلبسون ومن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله " .
ونرى العزيز الذي اشترى يوسف عليه السلام عاقلاً يأمر زوجته ان تحسن إليه ،
فقد يرد إليهما الإحسان إحساناً حين يكبر في دلهما إياه وحسن تصرفهما
إزاءه ، وقد يتبنيانه إذا رأيا فيه الصلاح والنجابة " وقال الذي اشتراه من
مصر لامرأته : أكرمي مثواه ، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً " وهكذا هيأ
الله تعالى ليوسف الحياة الطيبة مع هذا الرجل الأريب الذي ظهر لنا رجاحة
عقله في أمور منها ماقاله آنفاً في الإحسان إلى يوسف ، وحين تبين له خطأ
زوجته وانكشاف أمرها ، فعقـّب " إنه من كيدكنّ ، إن كيدكنّ عظيم " وحين طلب
إلى يوسف أن يتجاوز الأمر ويتناساه فلا ينبغي أن يخرج الخبر إلى حيّز
الإحراج والنيل من هيبة العزيز ، فأوحى بكلمة ( أعرض ) إلى صدق يوسف إذ لم
يتهمه ، إنما طلب إليه بتعطف أن يتجاوز الأمر . كما وبخ المرأة وطلب منها
الاستغفار لخطئها العظيم ، حين جعلها من ( الخاطئين ) لا الخاطئات فقط ،
وهذا دليل على استعظامه الأمر وقوة توبيخه إياها " يوسفُ أعرض عن هذا ،
واستغفري لذنبك ، إنك كنت من الخاطئين " كما أن كلمة ( الخاطئين ) توحي بأن
الزنا ذنب كبير وفاحشة عظيمة ، أفعله الذكور أم الإناث .
2- أعتقد أن في الآيات ما يؤكد أن يوسف الشاب لم يهم بها كما همّت به
لأسباب ذكرت في معرض القصة تؤكد ذلك ، منها : أ- أنه الله تعالى وهبه حكمة
تمنعه من السفاهة وعلماً بالحلال والحرام ، رفعه إلى رتبة الإحسان " ولما
بلغ أشدّه آتيناه حكمة وعلماً وكذلك نجزي المحسنين " فالحكمة والعلم
الحقيقيان حصن من الزلل، وأما الإحسان فأن تعبد الله كأنك تراه ، ومن كان
يرى الله بقلبه وحاز الحكمة















 الموضوعالأصلي : دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام // المصدر : منتديات انضم الينا www.anthamelina.com // الكاتب:روح الصداقة



روح الصداقة ; توقيع العضو





لشكاوىالعامه اضغط هنا

الابلاغعن مواضيع مخالفه من هنا

لترشيحلفريق الاشراف اضغط هنا

لمراسلةالادارة و طلبات الدعم اضغطهنا


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متميز
الرتبه:
عضو متميز
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 51
نقاط : 9345
تاريخ التسجيل : 20/03/2012
المزاج : الحمدلله

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

موضوع: رد: دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام  Empty11/7/2012, 20:26






مشكور على موضوع جميل















 الموضوعالأصلي : دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام // المصدر : منتديات انضم الينا www.anthamelina.com // الكاتب:حنان



حنان ; توقيع العضو





لشكاوىالعامه اضغط هنا

الابلاغعن مواضيع مخالفه من هنا

لترشيحلفريق الاشراف اضغط هنا

لمراسلةالادارة و طلبات الدعم اضغطهنا


دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

» قال أمير المؤمنين عليه السلام : ان يوم جمعه ,.,.,
» قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام كاملة
» حكمة اليوم الجمعه قال ابو عبد الله عليه السلام . من صباح
» سورة يوسف لعلاج الهموم والاحزان
» islam is me ! قصة آدم علية السلام

الكلمات الدليلية (Tags)
لايوجد

الــرد الســـريـع
..
الردالسريع
هام جداً: قوانين المساهمة فيالمواضيع. انقر هنا للمعاينة

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام , دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام , دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام ,دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام ,دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام , دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ دراسة تربوية لسورة يوسف عليه السلام ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة

  • تذكرني؟

  • Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2012, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir