يشير المراقبين السياسيين إلى احتمال فوز الأحزاب الإسلامية بموقع الصدارة، بل البعض ذهب إلى حد التنبؤ باكتساحها للبرلمان المقبل، لكن ما مدى واقعية وصحة تلك الاستنتاجات ؟
الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في الجزائر- وأقصد هنا المرخص لها- كانت جزءا من بعض الحكومات ودعمتها. حركة مجتمع السلم (حمس)، مثلا انضوت في إطار الائتلاف الحكومي، فيما عرف بالتحالف الحكومي مع حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي لحوالي عشر سنوات.
لكن الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة والسلفيون يوجدون الآن خارج اللعبة السياسية بالرغم من محافظتهم على قاعدة شعبية لا يستهان بها، وهي عازفة عن الانخراط في المسار السياسي الجاري.
كما أن هناك أكثر من حزب يدعي المرجعية الإسلامية، زيادة على معاناتها من مشاكل داخلية وانشقاقات. و اخيرا، منذ فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أول انتخابات تعددية تجرى في الجزائر في 1991بعد ما يعرف بالعشرية السوداء، التي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الجزائريين ضحايا للإرهاب الأعمى الذي أعقب ، جعلت الجزائريين عموما متوجسين من الثقة في الإسلاميين وبرامجهم الانتخابية ونواياهم عند الوصول إلى الحكم.
إذاً يبدو احتمال حصول الإسلاميين على فوز كاسح في الانتخابات التشريعية المقبلة مستبعدة في الوقت الراهن. ولا يؤمن الجزائريين أن الوضع سيعرف أي تغييرا بغض النظر عن الفائز، و ذلك بسبب تركيبة النظام. دور المؤسسة التشريعية في الدستور الجزائري وصلاحيات الوزير الأول واحتفاظ مؤسسة الرئاسة بسلطات واسعة، إذ لا ضمانة بتولي الحزب الذي يحصل على أعلى نسبة من المقاعد لرئاسة الحكومة.
الوزير الأول وطبقا للدستور لا يملك صلاحيات تنفيذية تمكّنه فعلا من تطبيق برنامج حكومي. يضاف إلى كل هذا أن البرلمان يعاني من التهميش ولا نعثر له على دور في تقاليد الممارسة السياسية في الجزائر.
هنا تبدو التجربة المغربية، وبالرغم من نواقصها، مفيدة بالنسبة للجزائر.
في المغرب الخطوة الأولى التي جاءت بعد المظاهرات المطالبة بالإصلاح هي تعديل الدستور بما يمنح صلاحيات أكبر لرئاسة الحكومة، وكذلك التنصيص بشكل واضح على أن الحزب الفائز بالأغلبية البرلمانية هو الذي يقود الحكومة.
في المغرب، زيادة على الصيغة التشاركية التي اتخذها تعديل الدستور بين كل الفئات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية واللغوية في البلاد. الانتخابات التشريعية في الجزائر، لن تغيّر الكثير في بنية النظام السياسي.
من دون مراجعة للدستور، إعادة هيكلة الأحزاب ومصالحة الجزائريين مع أحزابهم ومؤسساتهم، فنتائج الانتخابات ستكون “المزيد من الشيء نفسه”.
هام جداً: قوانين المساهمة فيالمواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرينليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهماتمتتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوعمناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدبالحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلاتتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دينعليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلاتناقشا المشكله على العام بل على الخاص اناحترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقةتضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار فيموقعنا إدارة منتديات انضم الينا www.anthamelina.com