فيما يعد نتيجة لإفراط الصين في استخدام المضادات الحيوية في نظامها الصحي والقطاع الزراعي، حذر عالم سويدي بارز من أن الصين قد تهدد صحة العالم بإنتاج سلالة خارقة من الجراثيم المقاومة للعقاقير وفق تقرير بريطاني نشر مؤخراً.
ولفت العالم أندرياس هديني من "المعهد السويدي لمكافحة الأمراض المعدية" إلى أن النظام الصحي في الصيني يتعامل مع المضادات الحيوية بتهور، حيث يقدم الأطباء الصينيون، بشكل روتيني، جرعات متعددة من العقار لعلاج أمراض بسيطة مثل التهاب الحنجرة، كما أن اعتماد المزراعين المفرط عليه قد لوث السلسلة الغذائية.
وأظهرت دراسات في الصين تزايد "مرعب" في البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل "بكتيريا المكورات العنقودية الذهبي (staphylococcus aureus bacteria - MRSA)،
كما أن هناك تحذيرات من سرعة انتشار سلالة جديدة من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية عن طريق الأجواء الدولية المفتوحة ومصادر الغذاء.
وصرح هديني: "لدينا الكثير من البيانات من مستشفيات صينية تظهر صورة مخيفة للغاية لارتفاع حاد في البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.. الأطباء يصطدمون يومياً بحقيقة عجزهم عن القيام بشيء إذا لا يجدي تقديم المزيد والمزيد من المضادات الحيوية."
ولفت محذراً وقال "هناك خطر حقيقي على الصعيد العالمي بأننا سنعود إلى حقبة ما قبل المضادات الحيوية، حيث نجد أنفسنا في مواجهة خيارات طبية للعلاج لم تعد متاحة.. ما يحدث في الصين يؤثر ويهم بقية العالم.
ويذكر أن صافرات الإنذار قد أطلقت في مستشفيات الصين إثر تضاعف حالات انتشار سلالة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية "مرسا" من 30 في المائة إلى 70 في المائة، وفق بروفيسور تشو يونغهونغ من ""معهد علم الصيدلة الإكلينيكية" في جامعة بكين.
وفي العام الماضي، اكتشف باحثون سلالة جديدة من فيروس "مرسا" في خنازير صينية جرى تصديرها إلى "هونغ كونغ" ودعوا لإجراء دراسات عاجلة لتتأكد من قدرتها على إصابة البشر بالعدوى وذلك بعد تأكيد ظهور سلالة أخرى جديدة في إقليم "غوانزو" الصيني، حيث تربى أعداد كبيرة من قطعان الخنازير هناك.
وحذر خبير صحي مطلع على دراسات لم تنشر نتائجها تدق ناقوس الخطر من أن الوضع أسوأ بكثير مما تشير إليه الدراسات، مضيفاً: " "وزارة الصحة الصينية لديها كل البيانات.. ولكن يبدو أنها غير قادرة أو غير راغبة تصديق ذلك. إن للوضع انعكاسات عالمية وهو أمر مزعج للغاية".
ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، قال تشو:"في المستشفيات الصينية بياناتنا تظهر أن 60 في المائة من المرضى المقيمين هناك يعالجون بالمضادات الحيوية، مقارنة بــ30 في المائة حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية."
وتعددت الآراء حول استخدامات المضادات الحيوية هناك من يؤكد عدم تناولها إلا عند الضرورة وآخرون يتناولونها بشكل عشوائي. ومع هذا وذاك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها لأن الاستخدام الأمثل باتباع الإرشادات الطبية السليمة يؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة. أما إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة.
وتلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام وفق الإرشادات الطبية كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض.
وكانت دراسة علمية أجريت في أكتوبر الماضي قد أظهرت أن البنسلين، المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير هذه العقاقير.
ولعبت المضادات الحيوية، وأشهرها البنسلين، دوراً مهماً في التخفيف من الأمراض المعدية على مدى الـ 60 عاماً الماضية، إلا أن مقاومة البكتيريا للمرض تزداد يوماً بعد يوم، ما قد يعلن قرب انتهاء تأثير المضادات فيها. منقول
هام جداً: قوانين المساهمة فيالمواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرينليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهماتمتتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوعمناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدبالحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلاتتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دينعليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلاتناقشا المشكله على العام بل على الخاص اناحترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقةتضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار فيموقعنا إدارة منتديات انضم الينا www.anthamelina.com